خبير التسويق الرياضي الاسباني سوداني عبد السلام هارون لـ "آكشن سبورت":

كانتي ضحية قرارات إدارية.. وكورونا "فرملة" التش وتيري 

تجربة مهند الطاهر في إسبانيا واعدة

منقستو نجح في تصدير مواهب سودانية من أكاديمية الدوحة

الاحتراف في ليبيا لا يخدم المنتخب... والمستقبل في أوروبا

الموهبة وحدها لا تكفي... والأكاديميات غائبة عن السودان

حوار ـ علي كورينا

يروي خبير التسويق الرياضي ووكيل اللاعبين عبد السلام هارون سليمان الإسباني من أصول سودانية، كواليس تجربته في تسويق اللاعبين السودانيين في أوروبا، ويكشف عن تفاصيل محاولة احتراف مهند الطاهر في الدوري الإسباني، وتواصله مع التش وتيري، وموقفه من منع كانتي من خوض تجربة معايشة في إنجلترا.
وتحدث هارون حواره لـ "آكشن سبورت" عن ضعف فرص النجاح في الدوريات العربية مقارنة بالأوروبية، ودور الأكاديميات، واستعرض مشاريعه المقبلة لفتح أبواب الاحتراف أمام المواهب السودانية.

أنا عبد السلام هارون سليمان، إسباني من أصل سوداني، مقيم في بريطانيا، وأعمل محاسبًا في إدارة شركة حراسات أمنية خاصة بالملاعب الرياضية. كما أعمل كوكيل للاعبين السودانيين في مجال كرة القدم في أوروبا. تربطني علاقات جيدة بناديي ليدز يونايتد ومانشستر يونايتد، وأدير أعمالي بين إسبانيا وبريطانيا، ما أكسبني خبرات واسعة في مجال التسويق الرياضي.

نعم، اللاعب السوداني مؤهل للاحتراف في مختلف مجالات الرياضة، ومنها ألعاب القوى، الملاكمة، السباحة، القفز وغيرها. أما في كرة القدم، فنمتلك خامات ممتازة قادرة على التطور متى ما توفرت لها البيئة المناسبة والرعاية الفنية والتدريب الجيد.
لكن ما ينقص لاعبينا هو الجوانب التكتيكية، وهي مكتسبة غالبًا من الأكاديميات، والتي للأسف لا وجود فعلي لها في السودان، وإذا لم نهتم بهذه المرحلة فسيظل التطور بعيد المنال.

بداية المحاولات كانت عبر اتفاق تم بيني وبين وكيل اللاعبين أبو بكر مصطفى، حيث تم اختيار كابتن مهند الطاهر، نجم الهلال آنذاك، وتم ترتيب انتقاله إلى فريق نومانثيا الإسباني (الدرجة الثانية). التجربة كانت واعدة من حيث الترتيبات، وتلقاه اللاعبون والإدارة هناك بترحاب.

لأسباب خاصة به، عاد مهند إلى السودان وانضم لاحقًا إلى هلال الأبيض. رغم قصر التجربة، إلا أنها كانت مفيدة من حيث الخبرة والعلاقات، وقد عرض عليه لاحقًا نادي الفيصلي الأردني فرصة احترافية، لكن وكيلًا كبيرًا فضّل استمرار تجربته الأوروبية.

بلا شك، ما حدث خطأ كبير أضر بالنادي واللاعب والمنتخب الوطني. فترات المعايشة تمثل بوابة الاحتراف الحقيقي، ومن خلالها انطلق عدد كبير من النجوم الأفارقة. كانتي كان أمام فرصة إما أن ينجح، أو يعود بخبرة جديدة تصقل موهبته. أتمنى أن تتم معالجة الأمر والسماح له بفرصة أخرى قريبًا.

من الناحية المادية فقط، لكنها لا تفيد المنتخب السوداني على المدى البعيد. المنتخبات القوية تعتمد على محترفي أوروبا، وليس من المعقول أن ننافس في المحافل الدولية بلاعبين في دوريات متواضعة فنيًا وسوقيًا.

في الحقيقة، تواصلت بالفعل مع النجمين سيف تيري وأحمد التش من أجل ترتيب تجارب احترافية بأوروبا، لكن جائحة كورونا أوقفت كل شيء في ذلك التوقيت. كما سعيت لجلب لاعبين من أمريكا اللاتينية عبر علاقاتي في إنجلترا، خصوصًا مع ليدز ومانشستر يونايتد.

كرة القدم أصبحت صناعة تتطلب رأس مال وإيمان بالفكرة. لدينا نماذج ناجحة مثل أكاديمية السودان الرياضية بالدوحة، بقيادة كابتن منقستو نجم الهلال السابق، والتي أصبحت ترفد الأندية القطرية بمواهب سودانية واعدة.
أنا شخصيًا أعمل حاليًا على مشروع يهدف إلى فتح بوابات الاحتراف للرياضيين السودانيين في أوروبا، في مختلف الأنشطة، وسيرى النور قريبًا بإذن الله.

اسمحوا لي في الختام أن أحيي كوكبة من نجوم الرياضة السودانية، منهم: كابتن منقستو، مهند الطاهر، شريف قلقل، أمير موسى السياحي، صبري الحاج، نميري التاج، نصر الدين شيقان، عليشايب، وسانتو، بالإضافة إلى أسرة الرياضيين بجنوب الحزام، وشباب نادي الإنقاذ الرياضي (مازيمبي).
وأشكر عبركم صحيفة "آكشن سبورت" على جهودها في خدمة الرياضة، وتناولها المهني والهادف لقضايا الوسط الرياضي.